ابوعبدالرحمن حمزة
11-02-2011, 12:23 AM
هكذا ولد «ائتلاف شباب ثورة الغضب»
محمد فوزي
القاهرة ــ يتحدثون باسم الثوار بلا خجل. يجلسون مع رجال نظام حسني مبارك ويفرشون أوراقهم أمام نائب الرئيس عمر سليمان، لكنّ الميدان لا يعترف بهم. بين لحظة وأخرى، يمسك شخص ما بمكبّر الصوت ليتحدث في «إذاعة الثورة» إلى الجموع الغفيرة، محذراً من الالتفاف على مطالب الثورة، وفي مقدمتها رحيل مبارك ومحاسبة المسؤولين عن قتل الشهداء. هؤلاء هم «ائتلاف شباب ثورة الغضب».
قبل 25 كانون الثاني الماضي، اجتمعت مجموعة من الشباب يمثلون أطيافاً سياسية مختلفة للإعداد ليوم الثورة. اختلفوا كثيراً على تحديد الموعد والأدوات التي يجب استخدامها لإقناع الناس بالمشاركة. بدأوا الدعوة في محيط أقاربهم وبعض النشطاء والسياسيين، ثم اختاروا مجموعة منهم لكي تقوم بنشر الدعوة على الإنترنت من خلال الرسائل الإلكترونية وموقعي «الفايسبوك» و«تويتر».
تقول سالي توما، العضو في الائتلاف: «كنا الشرارة الأولى لهذه الثورة، لكننا لا نملك التحدث أو التفاوض باسم الملايين الذين خرجوا لإسقاط مبارك».
عقب التظاهرة المليونية الأولى في 25 كانون الثاني، باشر النظام بسلسلة مفاوضات مع الثوار، في محاولة لاحتواء الغضب المتصاعد. وكانت الخطة تشمل الاحتواء سياسياً وإعلامياً، فظهر للمرة الأولى شباب الثورة على القنوات الفضائية، والتُقطت لهم صور مع نائب الرئيس المتجهّم دوماً وهو يتحاور معهم.
من هنا قرر شباب الائتلاف الإعلان عن أنفسهم. خمس حركات سياسية قررت قطع الطريق على المشتاقين إلى الجلوس مع مسؤولي نظام مبارك، رافضة الجلوس أو الحوار حتى يتحقق المطلب الأول والأهم: رحيل الديكتاتور.
يقول القيادي الشبابي الآخر زياد العليمي: «اتصل بنا شخص من مكتب عمر سليمان للجلوس معه، لكننا رفضنا لأننا لا نثق برجال مبارك». لكن الشباب جلسوا وتحدثوا مع «لجنة الحكماء» التي أرادت نزع فتيل الأزمة، واشترطوا أن تكون اللجنة مجرد حاملة رسائل أو وسيط، لا تتفاوض ولا تملي شروطاً من دون الرجوع إلى ائتلاف الشباب. ويعترف العليمي: «جلسنا معهم حتى لا يُقال إننا نرفض الحديث من أساسه وإننا لا نريد حل الأزمة».
ظهر الائتلاف أولاً عندما خرج الكثيرون يتحدثون باسم الثورة وشبابها، وهو يتكون من: «شباب 6 أبريل»، و«شباب العدالة والحرية»، و«حملة دعم محمد البرادعي»، و«شباب الإخوان المسلمين»، إضافة إلى «شباب حزب الجبهة الديموقراطي»، بمشاركة اثنين من كل تيار، بالإضافة إلى ممثلين عن مجموعة «كلنا خالد سعيد».
إذاً، كان المبرر لإعلان الائتلاف عن نفسه هو ظهور مجموعة من الشباب تتفاوض باسمهم ومن دون علمهم مع عمر سليمان. وتختصر سالي الموضوع بأنّ «هناك ثلاثة من الشباب جلسوا مع نائب الرئيس، وهم لا يمثلون إلا أنفسهم، لأنهم خارج الائتلاف من البداية»، وهم مجموعة تنشط تحت اسم «لازم» داخل «الجمعية الوطنية للتغيير» التي يرأسها محمد البرادعي، ومنهم مصطفى النجار وعبد الرحمن يوسف. أما المشاركون فى الائتلاف من الجمعية فهم «معاً سنغير».
قد يعتقد البعض أن موجة الإعلان عن لجان داخل اعتصام التحرير من شأنها خلخلة حالة التماسك الفريدة بين الثوار، لكن الواقع يؤكد أن عصا التفرقة كُسرت أمام وعي الثوار الذين أعلنوا أكثر من مرة أنّ أيّ مفاوض مع النظام لا يمثلهم، وأن التفاوض مرهون برحيل مبارك.
الأحاسيس متباينة الآن في قلب ميدان التحرير، والسؤال الذي يتردّد بين الجميع ويطرح للنقاش في الحلقات الصغيرة هو «ماذا بعد؟». سؤال يطرح نفسه، وخصوصاً بعدما أعلن أكثر من مسؤول حكومي، يتصدرهم رئيس الوزراء أحمد شفيق، أنّ الميدان أصبح «هايد بارك»، وأن الحياة في مصر عادت إلى طبيعتها.
بدوره، زياد عملي أكثر، فهو يرى أن القادم أفضل بعد نجاح يوم أمس، وما سيحصل إثر الدعوة لمسيرات ضخمة من ميادين مختلفة في شتى أنحاء الجمهورية. وسط هذه الدعوات، خرجت أصوات تطالب بالزحف إلى «قصر العروبة» الرئاسي، وظهرت دعوات على «الفايسبوك» تحثّ الناس على الخروج عقب صلاة الجمعة إلى مقر الرئيس، في ما سُمِّي «جمعة الزحف».
الديكتاتوريات العربـية بداية النهاية
العدد ١٣٣٦ الاربعاء ٩ شباط ٢٠١١
عربيات
محمد فوزي
القاهرة ــ يتحدثون باسم الثوار بلا خجل. يجلسون مع رجال نظام حسني مبارك ويفرشون أوراقهم أمام نائب الرئيس عمر سليمان، لكنّ الميدان لا يعترف بهم. بين لحظة وأخرى، يمسك شخص ما بمكبّر الصوت ليتحدث في «إذاعة الثورة» إلى الجموع الغفيرة، محذراً من الالتفاف على مطالب الثورة، وفي مقدمتها رحيل مبارك ومحاسبة المسؤولين عن قتل الشهداء. هؤلاء هم «ائتلاف شباب ثورة الغضب».
قبل 25 كانون الثاني الماضي، اجتمعت مجموعة من الشباب يمثلون أطيافاً سياسية مختلفة للإعداد ليوم الثورة. اختلفوا كثيراً على تحديد الموعد والأدوات التي يجب استخدامها لإقناع الناس بالمشاركة. بدأوا الدعوة في محيط أقاربهم وبعض النشطاء والسياسيين، ثم اختاروا مجموعة منهم لكي تقوم بنشر الدعوة على الإنترنت من خلال الرسائل الإلكترونية وموقعي «الفايسبوك» و«تويتر».
تقول سالي توما، العضو في الائتلاف: «كنا الشرارة الأولى لهذه الثورة، لكننا لا نملك التحدث أو التفاوض باسم الملايين الذين خرجوا لإسقاط مبارك».
عقب التظاهرة المليونية الأولى في 25 كانون الثاني، باشر النظام بسلسلة مفاوضات مع الثوار، في محاولة لاحتواء الغضب المتصاعد. وكانت الخطة تشمل الاحتواء سياسياً وإعلامياً، فظهر للمرة الأولى شباب الثورة على القنوات الفضائية، والتُقطت لهم صور مع نائب الرئيس المتجهّم دوماً وهو يتحاور معهم.
من هنا قرر شباب الائتلاف الإعلان عن أنفسهم. خمس حركات سياسية قررت قطع الطريق على المشتاقين إلى الجلوس مع مسؤولي نظام مبارك، رافضة الجلوس أو الحوار حتى يتحقق المطلب الأول والأهم: رحيل الديكتاتور.
يقول القيادي الشبابي الآخر زياد العليمي: «اتصل بنا شخص من مكتب عمر سليمان للجلوس معه، لكننا رفضنا لأننا لا نثق برجال مبارك». لكن الشباب جلسوا وتحدثوا مع «لجنة الحكماء» التي أرادت نزع فتيل الأزمة، واشترطوا أن تكون اللجنة مجرد حاملة رسائل أو وسيط، لا تتفاوض ولا تملي شروطاً من دون الرجوع إلى ائتلاف الشباب. ويعترف العليمي: «جلسنا معهم حتى لا يُقال إننا نرفض الحديث من أساسه وإننا لا نريد حل الأزمة».
ظهر الائتلاف أولاً عندما خرج الكثيرون يتحدثون باسم الثورة وشبابها، وهو يتكون من: «شباب 6 أبريل»، و«شباب العدالة والحرية»، و«حملة دعم محمد البرادعي»، و«شباب الإخوان المسلمين»، إضافة إلى «شباب حزب الجبهة الديموقراطي»، بمشاركة اثنين من كل تيار، بالإضافة إلى ممثلين عن مجموعة «كلنا خالد سعيد».
إذاً، كان المبرر لإعلان الائتلاف عن نفسه هو ظهور مجموعة من الشباب تتفاوض باسمهم ومن دون علمهم مع عمر سليمان. وتختصر سالي الموضوع بأنّ «هناك ثلاثة من الشباب جلسوا مع نائب الرئيس، وهم لا يمثلون إلا أنفسهم، لأنهم خارج الائتلاف من البداية»، وهم مجموعة تنشط تحت اسم «لازم» داخل «الجمعية الوطنية للتغيير» التي يرأسها محمد البرادعي، ومنهم مصطفى النجار وعبد الرحمن يوسف. أما المشاركون فى الائتلاف من الجمعية فهم «معاً سنغير».
قد يعتقد البعض أن موجة الإعلان عن لجان داخل اعتصام التحرير من شأنها خلخلة حالة التماسك الفريدة بين الثوار، لكن الواقع يؤكد أن عصا التفرقة كُسرت أمام وعي الثوار الذين أعلنوا أكثر من مرة أنّ أيّ مفاوض مع النظام لا يمثلهم، وأن التفاوض مرهون برحيل مبارك.
الأحاسيس متباينة الآن في قلب ميدان التحرير، والسؤال الذي يتردّد بين الجميع ويطرح للنقاش في الحلقات الصغيرة هو «ماذا بعد؟». سؤال يطرح نفسه، وخصوصاً بعدما أعلن أكثر من مسؤول حكومي، يتصدرهم رئيس الوزراء أحمد شفيق، أنّ الميدان أصبح «هايد بارك»، وأن الحياة في مصر عادت إلى طبيعتها.
بدوره، زياد عملي أكثر، فهو يرى أن القادم أفضل بعد نجاح يوم أمس، وما سيحصل إثر الدعوة لمسيرات ضخمة من ميادين مختلفة في شتى أنحاء الجمهورية. وسط هذه الدعوات، خرجت أصوات تطالب بالزحف إلى «قصر العروبة» الرئاسي، وظهرت دعوات على «الفايسبوك» تحثّ الناس على الخروج عقب صلاة الجمعة إلى مقر الرئيس، في ما سُمِّي «جمعة الزحف».
الديكتاتوريات العربـية بداية النهاية
العدد ١٣٣٦ الاربعاء ٩ شباط ٢٠١١
عربيات